الأصل أنَّ هذا النوع من الرؤى يقلُّ جدًّا عند المُسلم الصالح؛ لصعوبة تسلُّط الشيطان عليه، بينما يزداد عند غيره بحسب درجة بُعدِه عن الإيمان والصلاح.
ويستطيع المُسلم – بمشيئة الله (عزَّ وجلَّ) – أن يحمي نفسه من هذا النوع من الرؤى من خلال الإقبال على الله (تعالى) بتقوية التزامه الدينيِّ والأخلاقيِّ، وكذلك بالمداومة على آداب النوم وأذكاره.
شرح وتفصيل
يقول النبيُّ (صلَّى الله عليه وسلَّم): «في آخر الزمان لا تَكَادُ رؤيا المؤمن تكذب» (حديث صحيح – رواه أحمد)، ومعنى الحديث أنَّ أغلب رؤى المؤمن تكون من الله (تعالى)، وبالتالي يندر تدخُّل الشيطان فيها.
وإذا كان من الثابت في القرآن الكريم – كما أشرنا سابقًا – أنَّ تسلُّط الشيطان على الإنسان يقلُّ كلَّما كان قريبًا من الله (سبحانه)، بينما يزيد كلَّما كان بعيدًا عن الله (جلَّ جلاله)، فمن البديهيِّ أن تندر الرؤى التي تكون من الشيطان عند الصالحين، وتزداد عند من هم دونـهم في الصلاح.
وقد جاء في كتاب فتح الباري لابن حَجَر العسقلانيِّ في هذا المعنى: «فالصالح قد يرى الأضغاث، ولكنَّه نادر لقلَّة تمكُّن الشيطان منهم، بخلاف عكسهم، فإنَّ الصدق فيها نادر لغلبة تسلُّط الشيطان عليهم».
ولا شكَّ أنَّ تقوية الالتزام الدينيِّ والأخلاقيِّ للمسلم، وتقرُّبـَه إلى الله (تعالى) هو السبيل إلى حفظه من كلِّ شرٍّ، وليس فقط من شرِّ الشيطان في المنام، ويكفي كدليل على ذلك قول النبيِّ (صلَّى الله عليه وسلَّم): «احفظ الله يحفظك» (حديث صحيح – رواه الترمذيُّ).
فالصالح محفوظ من الله (تعالى)، أمَّا الفاسد البعيد عن طريق الله (تعالى)، فيقول الله (عزَّ وجلَّ) فيه: ﴿وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ﴾ (الزخرف:36)، ومعنى يعشُ: يُعرِض ويبتعد، ومعنى نُقيِّض له: نُسلِّط عليه.
وكذلك، فالمواظبة على أذكار النوم وآدابه مهمَّة جدًّا للوقاية والتحصين من هذا النوع من الرؤى المؤذية.
والله (تعالى) أعلم.
قام بإعادة تدوين هذه على مدونة تفسير الأحلام.
إعجابإعجاب