يعتقد كثير من المسلمين أنَّ بإمكانهم تفسير رؤاهم بشكل جيِّد اعتمادًا على بعض الكتب التي تتناول تفسير رموز الرؤى دون الرجوع إلى الثقات من أهل العلم بالرؤى وتفسيرها. وقد يُعذر بعض هؤلاء بلجوئهم إلى هذه الكتب نظرًا لندرة الثقات من أهل العلم الصحيح في هذا التخصُّص.
ولكن لا بدَّ أن يعرف كثير من المسلمين أنَّ تفسير الرؤى هو عمليَّة أكبر وأعقد من مجرَّد معرفة معنى رمز معيَّن من كتاب، فهي عمليَّة صعبة، وتحتاج لمؤهِّلات خاصَّة، واستعداد شخصيٍّ، ولا يقدر عليها بكفاءة إلَّا أهل التخصُّص والخبرة. وتفسير الرؤى من خلال قراءة كتاب هو أشبه بالمريض الذي يعالج نفسه بقراءة كتاب في الطبِّ بدلًا من أن يذهب للطبيب، فربَّما يفلح مرَّة وربَّما يخطيء مرَّات.
ومع ذلك، فلعلَّ قراءة بعض أمثال هذه الكتب تفيد، ولو قليلًا. ولعلَّ تفسير المسلم لرؤياه اعتمادًا عليها يكون أقلَّ سوءًا وأهون ضررًا من الذهاب للدجَّالين، والنصَّابين، والجهلاء الذين يدَّعون قدرتهم على تفسير الرؤى (أعاذنا الله [تعالى] والمسلمين منهم).
بل ولعلَّ بعض هذه الكتب يكون أوفر للمسلم من ضياع أمواله في الاتصال بالبرامج التلفازيَّة، والانتظار وقتًا طويلًا لتفسير رؤياه. ومع ذلك، ننصح المسلمين بالحذر في التعامل مع هذه الكتب، والإقلال من الاعتماد عليها إلى الحدِّ الأدنى.
والله (تعالى) أعلم.
قام بإعادة تدوين هذه على مدونة تفسير الأحلام.
إعجابإعجاب