نعم، تلتقي أرواح الأحياء والأموات في المنام، ويتعارفون.
ويُحتمل أن تكون لهذا الالتقاء علاقة بالرؤى الصادقة، أو ببعض الرؤى الصادقة دون أخرى، أو ألَّا تكون له علاقة بأيَّة رؤى مطلقًا؛ إذ لا يوجد دليل يؤكِّد أو ينفي وجود علاقة بين هذا الالتقاء بين الأرواح في المنام وبين الرؤى الصادقة. ومع ذلك، فقد وقفتُ من قبل على رؤيا لامرأة مسلمة، رأت فيها أمَّها المتوفَّاة تُكلِّمها، وقد ظهرت لي في هذه الرؤيا أدلَّة قويَّة جعلتني أرجِّح أن تكون روح أمِّها قد جاءتها في المنام حقًّا، وليس رمزًا. (لمزيد من التفاصيل راجع بحثنا «الموت والأموات في الرؤيا»)
– جاء في أثر صحيح عن الصحابيِّ عبد الله بن عبَّاس (رضي الله [تعالى] عنهما) أنـَّه قال: «تلتقي أرواح الأحياء والأموات (في المنام)، فيتساءلون بينهم، فيمسك الله أرواح الموتى، ويرسل أرواح الأحياء إلى أجسادها» (مجمع الزوائد – رجاله رجال الصحيح).
يُحتمل أن يكون لهذا الالتقاء بين الأرواح في المنام علاقة قويَّة بالرؤى، أو ببعض الرؤى؛ لما يحتمله معنى ما جاء عن النبيِّ (صلَّى الله عليه وسلَّم) في الحديث الشريف عن خزيمة بن ثابت (رضي الله [تعالى] عنه)، قال: «رأيت في المنام كأنِّي أسجد على جبهة النبيِّ (صلَّى الله عليه وسلَّم)، فأخبرت بذلك رسول الله (صلَّى الله عليه وسلَّم)»، فقال: «إنَّ الروح لَيَلقَى الروح» (إسناده متَّصل/رجاله ثقات – مجمع الزوائد).
وكذلك، فهناك احتمال ألَّا تكون لهذا الالتقاء بين أرواح الأحياء والأموات في المنام أيَّة علاقة بالرؤى الصادقة، وحينئذٍ يكون الميِّت في الرؤيا هو مجرَّد رمز فقط للدلالة على معنى مختلف عنه.
وهذا القول الأخير قويٌّ مرجوح؛ إذ لا يوجد دليل صريح على أنَّ أرواح الموتي يمكن أن تأتي للأحياء في رؤيا المنام.
والظاهر أنَّ أكثر رؤى الموتى تكون رمزًا ذا معنى، ولا يكون هناك التقاء حقيقيٌّ بين الأرواح.
وأخيرًا، فهناك احتمال أيضًا أن يكون القولان السابقان صواب، ولكن قد ينطبق الأوَّل على بعض الرؤى، بينما قد ينطبق الثاني على البعض الآخر؛ أي قد تأتي روح الميِّت إلى الحيِّ في المنام (بإذن الله تعالى) في بعض الرؤى، بينما قد يكون الميِّت رمزًا فقط للدلالة على معنى في بعض الرؤى الأخرى دون أن تكون لذلك أيَّة علاقة بروحه.
والله (تعالى) أعلم.
قام بإعادة تدوين هذه على مدونة تفسير الأحلام.
إعجابإعجاب