الرؤى مفتوحة الآخِر هي نوع من الرؤى يعتقد الرائي أنـَّه استيقظ منها قبل أن تنتهي، أو كأنَّ الرؤيا فيها بقيَّة ولكن استيقظ الرائي منها قبل أن تكتمل، أو كأنَّ الرائي كاد أن يفعل شيئًا في الرؤيا لكنَّ استيقظ قبل أن يفعله. ويعبِّر بعض الناس أحيانًا عن مثل هذا النوع من الرؤى بقولهم: «استيقظت في منتصف الحلم» أو «أيقظني فلان من النوم قبل أن أكمل حلمي»، فهذا النوع من الرؤى شائع بين كثير من المسلمين.
وبالتأكيد لا يوجد شيء اسمه «لم أكمل حلمي»، فإنَّ للرؤيا توقيت بداية ونهاية يعلمه الله (تعالى)، ولا توجد مفاجآت ولا مباغتات ولا مداخلات مفاجئة يمكن أن تقطع على النائم رؤيا من الله (عزَّ وجلَّ) الذي يعلم الغيب كلَّه، وإنَّما تأتي الرؤيا مفتوحة الآخِر بهذا الشكل للدلالة على معانٍ معيَّنة تدخل في تفسيرها. ومن ضمن هذه المعاني:
1. قرب حدوث ما يدلُّ عليه ما كاد أن يحدث في الرؤيا: كأن يرى مسلم في الرؤيا على سبيل المثال أنـَّه يدخل إلى متجر لبيع الملابس، وأنَّ عينيه قد وقعتا على قميص أعجبه، فاتجه إليه ليشتريه، فانقطعت الرؤيا في أثناء اتجاهه لأخذ القميص فاستيقظ.
فالقميص قد يدلُّ في الرؤيا على زوج أو زوجة كشأن الملبوسات جميعًا؛ لقول الله (تعالى): ﴿هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ﴾ (البقرة:187). وبالتالي فقد يدلُّ انفتاح آخر الرؤيا بهذا الشكل على قرب زواج بمشيئة الله (تعالى) (تناولنا هذه النقطة في سياق هذا البحث ضمن العديد من العلامات في الرؤيا، والتي قد تدلُّ على قرب تحقُّقها، فلتُراجع للاستزادة).
2. حدث مستمرٌّ في حياة الرائي لم ينقطع بعد: كأن يرى مسلم في الرؤيا على سبيل المثال أنـَّه يقرأ سورة الفلق، وأنـَّه استيقظ قبل أن ينتهي من قراءتها.
فسورة الفلق قد تدلُّ في المنام على حفظ الله (تعالى) للمسلم من الشرِّ والبلاء. وبالتالي فقد يدلُّ انفتاح آخر الرؤيا بهذا الشكل على أنَّ هذا الحفظ مستمرٌّ مع المسلم، ولم يمنعه الله (تعالى) عنه بفضله وكرمه ورحمته (سبحانه).
3. حدث يدوم لفترة طويلة: كأن يرى مسلم غير متزوَّج في منامه أنـَّه يكتب مقالًا عن الزواج السعيد، ثم يستيقظ في أثناء كتابة المقال ودون أن يدرك لكتابته نهاية في الرؤيا. فقد يدلُّ انفتاح آخر الرؤيا بهذا الشكل على زواج سعيد يدوم طويلًا أو لا ينتهي بطلاق بمشيئة الله (تعالى) وفضله وكرمه (سبحانه).
4. ما كاد أن يحدث للمسلم ونجَّاه الله (تعالى) منه في الماضي أو المستقبل: كأن يرى مسلم في منامه أنـَّه يقود سيارته، وأنـَّه على وشك الهلاك في حادث، ثم يستيقظ قبل أن تحدث له المصيبة في الرؤيا. فقد يدلُّ انفتاح هذه الرؤيا بهذا الشكل على أنَّ الله (تعالى) ينجِّيه من مصيبه بفضله وكرمه ورحمته (سبحانه).
5. الشمول: كأن يرى مسلم مهموم ومبتلى بالعديد من المشاكل والمصاعب وأذى الناس أنـَّه يبدأ في حكاية بداية التدهور والهمِّ في حياته لشخص ثم يستيقظ قبل أن يُتمَّ الحكاية. فهذه الرؤيا قد تدلُّ على فرج من هموم؛ لقول الله (تعالى): ﴿…فَلَمَّا جَاءهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ قَالَ لَا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ﴾ (القصص:25).
وأمَّا انفتاح آخر الرؤيا هكذا، فقد يدلُّ على أنَّ هذا الفرج شامل لجميع الهموم ولا يتعلَّق بهمٍّ معيَّن بعينه.
والله (تعالى) أعلم.
قام بإعادة تدوين هذه على مدونة تفسير الأحلام.
إعجابإعجاب