قد يرى المسلم أحيانًا أكثر من رؤيا في المنام الواحد نفسه، وهذا شائع بين كثير من المسلمين.
وعلى الرغم من أنـَّه لا يوجد دليل قاطع على أنَّ ترتيب هذه الرؤى لا بُدَّ وأن تكون له علاقة بأهمِّيَّتها في حياة الرائي، إلَّا أنـَّه أحيانًا قد تكون للرؤيا التي تسبق الاستيقاظ مباشرة أهمِّيَّة خاصَّة عن غيرها من الرؤى التي قد يراها الشخص في المنام نفسه، لاسيَّما إذا تذكَّرها الرائي، وتأثَّر بها بقوَّة أكبر من الرؤى الأخرى التي تسبقها في المنام نفسه.
وقد تتمثَّل أهمِّيَّة الرؤيا التي تسبق الاستيقاظ مباشرة عن سابقيها في المنام نفسه في أنَّها قد تتعلَّق بشيء سوف يحدث للرائي بعد استيقاظه مباشرة، أو قد تكون لهذه الرؤيا الأخيرة علاقة بشيء سوف يتحقَّق في وقت أقرب من تحقُّق ما قد تدلُّ عليه الرؤى الأخرى التي تسبقها في المنام نفسه، أو قد تدلُّ الرؤيا الأخيرة التي تأتي قبل الاستيقاظ مباشرة على شيء له الأولويَّة في حياة الرائي في الوقت الحاضر عن أشياء أخرى قد تدلُّ عليها الرؤى التي تسبقها في المنام نفسه.
ومن أمثلة الرؤى التي قد تسبق الاستيقاظ مباشرة:
1. أن يحلم المسلم بشخص معيَّن في الرؤيا الأخيرة قبل الاستيقاظ، أو أن يرى رؤيا لها علاقة بهذا الشخص، ثم يستيقظ بعدها مباشرة على اتصال هاتفيٍّ من هذا الشخص نفسه، وقد يحدث هذا لكثير من المسلمين. أمَّا عن الرؤى التي قد تسبق هذه الرؤيا في المنام نفسه، فقد تدلُّ على أشياء سوف تتحقَّق في وقت أبعد من تحقُّق ما قد تدلُّ عليه هذه الرؤيا الأخيرة، أو على أمور دونها في الأهمِّيَّة.
2. أن يرى المسلم رؤيا فيها تحذير من خطر شديد سوف يتعرَّض له، فتأتي هذه الرؤيا قبل الاستيقاظ مباشرة للتأكيد على معنيي القرب الشديد للتعرُّض للشَّيء الخطير، والتحذير القويِّ منه. أمَّا عن الرؤى التي قد تسبق هذه الرؤيا في المنام نفسه، فقد تدلُّ على أشياء أقلِّ أهمِّيَّة، أو أقلِّ خطورة، أو أشياء عاديَّة، أو أحداث أبعد في تحقُّقها.
وكذلك، فقد تكون الرؤيا الأخيرة في الترتيب هي الأكثر إدخالًا للسرور على قلب المسلم من غيرها، وفي ذلك رحمة من الله (تعالى) حتَّى يستيقظ المسلم سعيدًا، نشيطًا، حسن الظنِّ بالله (تعالى)، فيقوى على العبادة، وعلى مواجهة هموم الحياة.
ومع ذلك، فلا توجد قاعدة عامَّة تنطبق على كلِّ الحالات في هذه المسألة، بمعنى أنَّ الرؤيا الأخيرة في منام متعدِّد الرؤى قد تدلُّ على أشياء أخرى غير ما ذكرناه هنا على سبيل المثال، والذي استنتجناه بناء على الملاحظة والتجربة في التعامل مع الرؤى.
والله (تعالى) أعلم.
جمال حسين – باحث ومحاضر ومدرب في علم تفسير الرؤى
قام بإعادة تدوين هذه على مدونة تفسير الأحلام.
إعجابإعجاب