ليست كلُّ الرؤى على الدرجة نفسها من السهولة أو الصعوبة في تفسيرها، بل تتفاوت الرؤى درجات ما بين رؤيا شديدة السهولة ورؤيا شديدة الصعوبة. ويمكن حصر أكثر الصعوبات التي قد تواجه المفسِّر في تفسير الرؤى في النقاط التالية:
1. صعوبات طبيعيَّة في درجة وضوح الرؤيا نفسها: تختلف درجة الوضوح ما بين رؤيا لأخرى. فهناك رؤيا قليلة الرموز، وهناك رموز قليلة الاحتمالات في معانيها، وهذه أكثر وضوحًا وإمكانيَّة للفهم من غيرها، بينما هناك رؤيا أخرى كثيرة الرموز، وهناك رموز كثيرة الاحتمالات في معانيها، وهذه أقلُّ وضوحًا وإمكانيَّة للفهم من غيرها.
2. عدم معرفة المفسِّر بمعانى رموز الرؤيا: ليس كلُّ مفسِّري الرؤى على الدرجة نفسها من العلم بمعاني رموزها، لاسيَّما وأنَّ هناك رموزًا للرؤيا قد تكون متشعِّبة المعاني بدرجة كبيرة جدًّا بما يُصعِّب على مفسِّر الرؤى حصرها جميعًا.
فقد تجد رمزًا واحدًا من رموز الرؤيا مثلًا يحتمل عشرين أو ثلاثين معنى أو أكثر. وبالتالي فمن المهمِّ للمفسِّر أن يزيد باستمرار من ثقافته واجتهاده في فهم ما يمكن أن تشير إليه معاني رموز الرؤى من احتمالات مع طلب التوفيق من الله (تعالى).
3. عدم معرفة المفسِّر بأحوال الرائي: هذه من أكبر الصعوبات التي يمكن أن تواجه المفسِّر عند تفسير الرؤى. وتختلف الحاجة إلى معرفة أحوال الرائي ودرجة المعرفة المطلوبة لهذه الأحوال ما بين رؤيا وأخرى. فهناك رؤى يمكن تفسيرها بسهولة بمجرَّد معرفة أشياء عامَّة وبسيطة عن أحوال رائيها، بينما هناك رؤى أخرى يتطلَّب تفسيرها معرفة أشياء دقيقة وخاصَّة جدًّا عن أحوال رائيها.
ولا يميل أكثر الناس بطبيعتهم إلى الحديث عن أسرار حياتهم وتفاصيل ظروفهم. وكذلك فإنَّ أكثرهم لا يعرفون ماذا يريد المفسِّر أن يعرف عن أحوالهم حتَّى يفسِّر لهم رؤاهم. وبالتالي يجد المفسِّر نفسه مضطرًّا دائمًا أن يسأل من يفسِّر لهم عن أحوالهم، وأن يزيد في السؤال عند الحاجة.
والله (تعالى) أعلم.
جمال حسين – باحث ومحاضر ومدرب في علم تفسير الرؤى