من خلال الرؤى المذكورة في القرآن الكريم والسُّنَّة النبويَّة الشريفة، إلى جانب التجربة والخبرة، يمكن القول بأنَّ الأصل في الرؤى أنـَّها تأتي مرموزة، بينما الاستثناء هو أن تأتي مباشرة.
ويُحتمل أن تكون الحكمة الإلهيَّة في ذلك:
أوَّلًا: ألَّا تُخبر الرؤيا بالغيب اليقينيِّ المطلق الذي لا شكَّ فيه، وألَّا يكون العلم به إلَّا لله (عزَّ وجلَّ) وحده لا شريك له. وذلك لأنَّ الرؤيا إذا ما جاءت مُباشِرة، فرُبَّما يعرف الإنسان منها الغيب يقينًا. أمَّا إذا جاءت مرموزة، دخل فيها الظنُّ، والاحتمال، ودرجة معيَّنة من عدم وضوح المعنى تختلف من رؤيا لأخرى.
ثانيًا: أن يكون قلب المسلم دائمًا متعلِّقًا بالله (تعالى)، متوكِّلًا عليه (سبحانه)، مُتطلِّعًا إلى رحمته (عزَّ وجلَّ)، مُقبلًا عليه (جلَّ جلاله) بالدعاء والتضرُّع، وألَّا تستقرَّ في القلب أحاسيس سلبيَّة تؤثِّر على هذه العبادات القلبيَّة، تلك الأحاسيس غير المرغوب فيها التي قد تنشأ إذا ما عرف المسلم ما سوف يحدث له في المستقبل يقينًا دون أيِّ شكٍّ.
والله (تعالى) أعلم بحكمته في الأمور كلِّها.
جمال حسين – باحث ومحاضر ومدرب في علم تفسير الرؤى