يرجع ذلك إلى عدَّة أسباب منها:
1. عدم تعلُّق هذا العلم بالأحكام الشرعيَّة من حلال، وحرام، ومستحبٍّ، ومكروه، وتكاليف يترتَّب عليها ثواب وعقاب. وبالتالي يقلُّ إقبال الباحثين الشرعيِّين عليه عن غيره من العلوم الشرعيَّة.
2. ندرة مراجع وأصول هذا العلم، وضعف وفوضى الموجود منها، وامتلائه بالخرافات والفلسفة وكلام بعيد عن الإسلام، بل بعيد عن العقل. وهذا يتنافى مع ما يُفضِّله أغلب الباحثين، إذ يُفضِّلون البحث في المواضيع التي تكثر فيها المراجع والمصادر القويَّة، والمحترمة، والموثوق بها.
3. عدم وجود علماء كبار، متخصِّصين، معروفين في علم تفسير الرؤى، أو ندرتهم. فلا يجد الباحث في هذا العلم من يلجأ إليهم من أهل التخصُّص والخبرة من أجل أن يساعدوه، عكس بقيَّة العلوم الشرعيَّة الأخرى.
4. مجال غير مطروق، وشائك، وغير مألوف، والجهل العام به كبير جدًّا. فيُحتمل لمن يخوض فيه أن يتعرَّض لكثير من الانتقادات، وأن يجد نفسه مُحارِبًا وحيدًا في ساحة معركة، أو مُغامِرًا مُخاطِرًا في أرض مجهولة، عكس بقيَّة العلوم الشرعيَّة.
5. عدم الاعتراف به كعلم أكاديميٍّ يمكن تدريسه أو الحصول على الشهادات فيه مثل بقيَّة العلوم الشرعيَّة. فلا يجد الباحث جدوى لتضيـيع وقته في علم لن يحصل فيه لا على شهادة جامعيَّة ولا عُليا، ولن يعترف به أحد غالبًا كباحث شرعيٍّ محترم، ولن تؤهِّله أبحاثه في هذا المجال للحصول على أيـَّة فرصة عمل محترمة أو الانخراط في سلك التدريس بالجامعة.
6. صعوبة التعامل مع هذا العلم؛ لأنَّه يحتاج إلى استعداد خاصّ في ممارسته لا يتوافر لدى كثير من المسلمين.
والله (تعالى) أعلم.
جمال حسين – باحث ومحاضر ومدرب في علم تفسير الرؤى